أما المرأة والحجاج :
فدخلت وابنها مسجون عند الحجاج , فقالت : اترك ابني قال والله ما أتركه , والله لأقتلنه , فضحكت ,
فقال : أتضحكين ؟! قالت : إن لم تـقـتله مات .
أضحك من جرأتك علي الله , وحلم
الله عليك , فأخذت تدعوا عليه مع سعيد بن الزبير والعلماء , فسلط الله عليه مرض ظل
به شهرا قبل أن يموت .
قال : والله ما نمت ليلة إلا رأيت كأني أسبح في بركة من الدم , ثم مات وذهب
حيث يلاقي حسابه عند ربه جزاء ما فتك .
إنما هؤلاء فاتصلوا بالله الواحد الأحد , وهي جلسة السحر في السجود , وفي
الثلث الأخير من الليل , وبين الأذان والإقامة , وأدبار الصلاة وساعة الجمعة .
فالله الله من أصيبت بمرض أو بعقم أو فقر , فلتتجه إلي الله الواحد الأحد .
قال رجل للحسن البصري أنا عقيم ,
فقال : عليك بالاستغفار فاستغفر فرزقه الله ذرية طيبة , فقال من أين جاء لك هذا
فقال من قوله سبحانه وتعالي : {فَقُلْتُ
اسْتَـغْفِـرُوا رَبَّـكُـمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّـارًا * يُـرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُـم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُـمْ
بِأَمْـوَالٍ وَبَنِـينَ وَيَجْعَـل لَّـكُـمْ جَـنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّــكُـمْ
أَنْـهَـارًا } [نوح 10 : 12 ]
حدثنا أحد المشايخ بالرياض فقال :
عندنا رجل معه زوجة وما رزقوا منذ عشر سنوات بالذرية , وما تركوا مستشفي ولا طبيب
إلا عرضوا عليه الحالة فعجزوا , فقال له أحد العلماء : اتجه إلي الله عليك
بالاستغفار , فأدمن في الصباح والمساء الاستغفار , ورزقا بالذرية الآن ؛ لأنه
الواحد الأحد الكريم قال تعالي : { وَإِذَا سَأَلَـكَ
عِـبَادِي عضـنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْـوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَـسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُـؤْمِـنُواْ بِي لَعَلَّـهُمْ يَـرْشُدُونَ } [البقرة 186]
العاشر شكر المحسن واجب :
يقول صلي الله عليه وسلم لما ذكر المعرضات عن الله عز وجل وأسال الله أن لا
يكون من الحضور أو السامعات امرأة تكفرن العشير .
قال صلي الله عليه وسلم : " تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار قال
امرأة لماذا يا رسول الله كن أكثر أهل النار , قال : تكثرن اللعن وتكفرن العشير
"
السب الشتم اللعن , والعشير طبيعة تكفر حتى الزوج كما فسر الرسول صلي الله
عليه وسلم : " لو أحسنت لإحداهن الدهر ثم رأت منه شيئا قالت ما رأيت منه خيرا
قط "
ونذكر مثلين وشاهدين علي هذا , الخيزران وهي كانت جارية تباع في سوق
النخاسين في بغداد , ولما سمعوا أنها جميلة , اشتراها للمهدي الخليفة العباسي ,
فجعلها ملكه , وأعطاها أربعمائة جارية في بيت الحكم وأعطاها الذهب والفضة , قال :
فغضبت عليه يوم من الأيام , فقالت والله ما رأيت منك خيرا قط .
وإما الثانية فاسمها البرمكية وهي جارية كانت تباع في قرطبة اشتراها
المعتمد بن العباس الملك الذي كان يسمي الخليفة هناك , فأخذها فأعتقها وتزوجها
وأكرمها وجعلها في منصب ملكة هو الملك وهي الملكة .
فأخذت تصرف الأمور , قالت : والله تقول له من بابا الطرف وهي في القصور
قالت والله تذكرت وأنا ألعب مع طفلات وجواري في الطين , وأني وددت أن ألعب في
الطين , قال أنت ملكة كيف تلعبين في الطين وفي بيت الملك ؟!
لكن سوف نطين لك من المسك والكافور والطيب , وامشي فيه أنت وبناتك فجاءوا ,
بمطينين فطينوا من المسك والكافور ومن أنواع الأطياب , ونثروه ومشت من باب البذخ
والطرف والإسراف ثم غضبت عليه , فقالت : والله ما رأيت منك خيرا قط .
فابتلي الله المعتمد بن العباس فخلع من الملك , وعد عليه ملك المغرب وتونس
, وأخذه من الأندلس مقيدا وسحبه من الملك وخلعه من الرئاسة وذهب به وبأمواله وسجنه
.
وأتت هي تزوره بعد ما سلب منها الدنيا جميعا وعقودها وذهبها ولم يبق لهم
شيء , وبناته يزرونه حسيرات يمشين حافيات بلا حذاء فرآهم ففتح الباب وهو كان ملك
والآن مقيد في السجن فلما رآهم بكي وبكوا أمامه وقال قصيدته المشهورة يقول عن نفسه
:
فيما مضي كنتَ
بالأعيـــاد مسرورا فزارك العيد في
أغمامك مقـصـورا
تري بناتـــــــك في
الأقمار باريـــــة يطئن في الطين
والأقـدام حافية
كأنها لم تطيء مسك
وكـــــــــافورا
هذه أبكت أهل العلم والصالحين علي مر التاريخ إلي هذه الدرجة لأنهم لم
يفكروا بالواحد الأحد عظيم الزمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق