البركة في مزود أبى هريرة رضي الله عنه .
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلي
الله عليه وسلم يوماً بتمرات , فقال : قلت
: أدع الله لي فيهن بالبركة , قال : فصفهن بين يديه ثم دعا فقال لي :
" اجعلهن فى مزود (1) وأدخل يدك ولا تنثره " قال : فحملت منه
كذا كذا وسقا فى سبيل الله وتأكل ونطعم , وكان لا يفارق حقوى , فلما قتل عثمان رضي
الله عنه انقطع عن حقوى فسقط (2) ,وفى رواية : أنه قال : أصبت بثلاث مصيبات
فى الإسلام لم أصب بمثلهن :
-
موت رسول الله صلي الله عليه وسلم وكنت صويحبه .
-
قتل عثمان .
-
والمزود : قالوا : وما المزود يا أبا هريرة ؟ قال : قلت : تمر فى مزود ,
قال : جئ به , فأخرجت تمراً فأتيته به قال : فمسه ودعا فيه ثم قال : " ادع
عشرة " فدعوت عشرة فأكلوا حتى شبعوا ثم كذلك حتى أكل الجيش كله وبقى من تمر
معي في المزود , فقال : " يا أبا هريرة إذا أردت أن تأخذ منه شيئاً ,فأخل يدك
فيه ولا تكفه ط قال : فأكلت منه حياة النبي صلي الله عليه وسلم وأكلت منه حياة أبى
بكر كلها , وأكلت منه حياة عمر كلها , وأكلت منه حياة عثمان كلها , فلم قتل عثمان
انتهي ما فى يدي , وانتهت المزود , ألا أخبركم كم أكلت منه , أكلت منه أكثر من مائتي
وسق (3) .
(1)
المزود : وعاء من جلد وغيره يجعل فيه الزاد .
(2)
حسن : رواه أحمد (2 / 352) , والترمذي في مناقب أبى هريرة.
(3)
دلائل النبوة للبيهقى ( 6 /110 – 111 ).
البركة فى شطر الشعير .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : مات رسول الله صلي الله
عليه وسلم وما بقى فى بيتي إلا شطر من شعير (1) , فأكلت منه حتى طال
على , ثم كلته , ففنى , وليتنى لم أكله . وفى رواية قالت : لقد توفى رسول الله صلي
الله عليه وسلم وما فى بيتي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير فى رف لي فأكلت منه حتى
طال على ثم كلته ففنى (2) .
__________________
(1) أى نصف قدح من
شعير أو شيء قليل من الشعير .
(2) صحيح : أخرجه البخارى ومسلم .
عن زيد رضي الله عنه قال : جاء سلمان الفارسي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب , فوضعها بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم
فقال : " يا سلمان , ما هذا ؟ " فقال : صدقة عليك وعلى أصحابك . فقال : " ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة
" قال : فرفعها , فجاء الغد بمثله , فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما هذا يا
سلمان ؟ " فقال : هدية لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه :
" ابسطوا (1) " ثم نظر إلى الخاتم على ظهر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فآمن به , وكان لليهود , فاشتراه رسول الله صلى الله عليه
وسلم بكذا وكذا درهما على أن يغرس نخلاً
فيعمل سلمان فيه حتى تطعم , فغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم النخيل إلا نخلة
واحدة غرسها عمر - فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " ما شأن هذه النخلة ؟ " فقال عمر : يا رسول الله ,
أنا غرستها فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرسها , فحملت من عامها (2)
.
__________________
(1) يعنى ابسطوا
أيديكم وكلوا.
(2) حسن : أخرجه أحمد ( 5/ 354 ) , والترمذي فى
الشمائل (ص 31, 32 رقم 18 ) , وابن حبان (2255) , والحاكم ( 3 / 599 – 602 ).
الشاة التي لم يطأها الفحل تدر !!
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنت أرعى غنماً لعقبة
بن أبى معيط , فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لي : " يا غلام , هل
من لبن ؟ " فقلت : نعم , ولكنى مؤتمن , قال : " فهل من شاة حائل لم ينز
عليها الفحل ؟ (1) " قال : فأتيته بشاة حائل فمسح ضرعها فنزل اللبن , فحلبه
فى أناء وشرب , وسقى أبا بكر ثم قال للضرع : " اقلص " فقلص قال : ثم
أتيته بعد فقلت : يا رسول الله علمني من هذا القول , قال : فمسح رأسى وقال :
" يرحمك الله فإنك عليم معلم (2) .
__________________
(1) شاة حائل لم ينز
عليها الفحل : لم يطأها , وهى لا تنزل اللبن أبداً .
(2) أخرجه أحمد وابن سعد فى الطبقات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق