المرأة العظيمة تجعل المصائب جنة :
فأم سليم رضي الله عنه كان مهرها لا إله إلا الله أراد أبو طلحة أن يتزوجها
فقالت مهري لا إله إلا الله محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم أسلم تتزوجني لا
تسلم فلا زواج .
فأسلم وتزوجا علي مهر لا إله إلا الله , فهي أعظم النساء مهرا علي مر
التاريخ , توفي ابنها وأبو طلحة كان مجاهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم , أنظر
هذه المرأة العاقلة توفي ابنها , ومع الحزن , ومع التعب , مع العناء , مع الجهد ,
مع المشقة , غسلته ودفنته هي .
وجاء زوجها يسأل كيف حال الولد فقالت : أبشرك هو أهدي ما يكون – معناه هو
أريح ما يكن أي خفت أنفاسه انتقل إلي الآخرة .
قال فعشته , وتطيبت , وأعطته الحق الشرعي , وفي الصباح قالت : أرأيت رجلا
أعطي رجلا وديعة ثم طلبها أيلام , قال : والله لا يلام , قالت : فإن الله قد أعطاك
وديعة وأخذها البارحة , أعطاك ابنك وقبض روحه , قال : وفعلتي كذا وكذا .
فذهب للرسول صلي الله عليه وسلم , وذكر له ما حدث , فقال صلي الله عليه
وسلم : بارك الله لكما في ليلتكما , قال أهل العلم : فرزقهم الله تسعة أبناء حفظوا
القرآن , ومنهم علماء ومحدثون , وهذا الحديث عن أنس في الصحيح , وشرحه الحافظ بن
حجر في فتح الباري .
أنفق ينفق عليك :
وهي أن أطلب من أخواتي الصدقة ,
الصدقة , فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " الصدقة بالقليل والكثير
بما استطاعوا " .
الملابس القديمة , الدراهم التمر الدنانير اللبن الماء , بقدر ما تستطيع
المرأة تدفع عن بيتها , عن أبنائها البلاء , تدفع الإعاقة , تدفع الذنوب يغفر الله
لها سبحانه وتعالي .
الصدقة الصدقة كما وصف الرسول عليه الصلاة والسلام , قال أهل العلم : بعد
ما مات الرسول صلي الله عليه وسلم أتي عائشة أم المؤمنين وهي صائمة أربعون ألف
درهم فوزعتها علي الفقراء وهي صائمة , فلما جاء الغروب قالت لها جاريتها ما مسكت
شيئا من الدراهم نفطر عليه , قالت : ما ذكرتيني فعلت , نفطر علي تمر وماء , هكذا
صح بها الأثر والحديث .
ذبح الرسول صلي الله عليه وسلم شاه , وعائشة معه فوزعها صلي الله عليه وسلم
, وبقي ذراع عندها في البيت , فقالت عائشة ذهبت الشاه إلا ذراع , فقال صلي الله
عليه وسلم بقيت الشاه إلا ذراع .
الذي ذهب بقي , والذي أكلنا ذهب !!!فكم أكلنا كم شربنا , كم لبسنا كم سافر
الناس وكم تفسح أهل الغني وكم أنفـقـوا , وكم أحرقوا من الأموال , وكم أقاموا من
مهرجانات , وكم صرفوا من المبالغ المالية وكم أخذوا من الجواهر والقناطير المقنطرة
من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث .أين الأمم , أين من مل , أين من
ولي وعزل , أين من ادخر , أين من اغتني , أين من تكبر , لا شيء , أليس سبيل ذلك
إلي الزوال هذه هي الدنيا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق