بركة مسحه صلي الله عليه وسلم على رأس حنظلة بن خريم .
قال والد حنظلة بن خريم لرسول الله صلي الله عليه وسلم
: بأبى وأمى , أنا رجل ذو سن , وهذا ابنى
حنظلة فسمت عليه (1) , فقال
النبي صلي الله عليه وسلم : " يا غلام " فأخذه بيده فمسح رأسه , وقال
له : " بورك فيه " أو قال :
" بارك الله فيك " ورأيت حنظلة يؤتى بالشاة الوارم ضرعها والبعير
والإنسان به الورم , فيتفل فى يده ويمسح بصلعته ويقول : بسم الله على أثر يد رسول
الله صلي الله عليه وسلم فيمسحه , فيذهب عنه (2) .
________________
(1)
فسمت عليه : ادع الله له .
(2)
أخرجه أحمد والبخاري في التاريخ , وابن سعد , والطبرانى والبيهقى وغيرهم .
البعير والبهائم تسجد للرسول صلي الله عليه وسلم .
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
كان في نفر من المهاجرين والأنصار , فجاء بعير فسجد له فقال أصحابه : يا رسول الله
تسجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك . فقال : " اعبدوا ربكم ,وأكرموا
أخاكم , ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ولو أمرها
أن تنتقل من جبل أصفر إلى جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله " (1)
.
____________________
(1)
حسن : رواه أحمد (6 / 76 ) وابن
ماجة في النكاح رقم (1852) وفى الزوائد : في إسناده على بن زيد , وهو ضعيف لكن
للحديث طرق آخر , وله شاهدان من حديث طلق بن على .....
دعوها فإنها مأمورة .
لما كان يوم الجمعة بعد وصول النبي صلي الله عليه وسلم
إلى المدينة ركب بأمر الله , فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف , فجمع بهم في
المسجد الذي في بطن الوادي ثم ركب فأخذوا بخطام راحلته , هلم غلى العدد والعدة
والسلاح والمنعة , فقال : " خلوا سبيلها فإنها مأمورة " فلم تزل ناقته
سائرة به لا تمر بدار من دور الأنصار إلا رغبوا إليه في النزول عليها ويقول :
" دعوها فإنها مأمورة " فسارت حتى وصلت إلى موضع مسجد اليوم , وبركت ,
ولم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلاً , ثم التفتت , فرجعت , فبركت في موضعها الأول
فنزل عنها , وذلك في بني النجار أخواله صلي الله عليه وسلم .
وكان من توفيق الله لها , فإنه أحب أن ينزل على أخواله ,
يكرمهم بذلك , فجعل الناس يكلمون رسول الله صلي الله عليه وسلم في النزول عليهم
وبادر أبو أيوب الأنصارى رضي الله عنه إلى رحلة صلي الله عليه وسلم فأدخله بيته ,
فجعل رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : " المرء مع رحله " (1)
.
__________________
(1)
صحيح : رواه البخارى (7/ 196, 197 ) , وصحيح مسلم (3 / 1623) رقم الحديث
(171) .
الجمل يسجد للرسول صلي الله عليه وسلم .
عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : كان أهل البيت من
الأنصار لهم جمل يسنون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره , وأن الأنصار جاءوا
إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا : إنه كان لنا جمل نسنى عليه , وأنه
استصعب علينا ومنعنا وقد عطش الزرع والنخل , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأصحابه : " قوموا " فقاموا فدخل الحائط والجمل فى ناحيته , فمشى النبي
صلي الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار : يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب
(1) وأنا نخاف عليك صولته , فقال : " ليس على منه بأس " ,
فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين
يديه , فأخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط , حتى أدخله في
العمل , فقال له أصحابه : يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك , ونحن نعقل
فنحن أحق أن نسجد لك فقال : " لا يصلح لبشر أن بسجد لبشر , ولو صلح لبشر أن
يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها , والذي نفسي بيده لو كان
من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحته ما أدت حقه
" (2) .
_______________________
(1)
الكلب الكلب : الكلب المفترس .
(2)
صحيح : أخرجه أحمد (3 / 159 ) , وقال ابن كثير (6 / 149 ) : إسناده جيد .
البركة في السمن .
وعن جابر أن أم مالك كانت تهدى إلى رسول الله صلي الله
عليه وسلم فى عكتها سمناً فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندنا شيء فتعمد إلى
التي كانت تهدى فيه إلى رسول الله صلي الله عليه وسلم فتجد فيه سمناً فما زال يقيم
لها الأدم بيتها حتى عصرتها , فأتت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : "
أعصرتيها ؟ " قالت : نعم فقال : " لو تركتيها ما زالت قائمة " (1)
.
__________________
(1)
صحيح : رواه مسلم في كتاب
الفضائل ( 4 / 1784 ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق