هنا مبدأ وهو السعادة لا تتعلق بالغني والفقر :
أخواتي في الله لا تظن امرأة أنها إذا كسبت الذهب والديباج والحرير والماس
أنها ستكون أسعد امرأة في العالم , أسعد امرأة في العالم في مختصر طريقه من محمد
إلي جبريل إلي رب العالمين , أما ذاك فهوا من الشيطان إلي الطين إلي إبليس اللعين
.
لأنه طريق واحد طريق أسماء , طريق فاطمة , طريق عائشة هذا هو طريق الإيمان
, فإذا رزق الله المرأة غني فهو خير , والمقصود أن تتقي الله في الغني والفقر .
بالمناسبة الراوي الغربي برنارد شو أذكر له قصة مقالة يقول : " أنا ما
علمت الفقر , لأن عندي قناعة " , نحن عندنا الإسلام لكن نأخذ المثل من هؤلاء
, الحكمة ضالة المؤمن .
أبو هريرة علمه الشيطان أية الكرسي فقال الرسول صلي الله عليه وسل صدق وهو
كذوب .
فدعونا نسمع ما يقول راوي شهير , وله كتب في الساحة وعضو من الفلاسفة
الكبار برنارد شو , يقول : ما رأيت الفقر في حياتي لأني غني بقناعتي .
قال كنت أقرأ في المكتبة العامة – لا يشتري كتبا بل يقرأ في المكتبة العامة
– وعندي غرفة وعندي مطبخ أقوم بصنع الشاي والقهوة وعندي دورة مياه وحديقة صغيرة ,
ألاعب فيها عصافيري أجل فأنا ملكت العالم ولا أريد المال لماذا ؟!
قال إن كنت أريد المال لأشتري خيول فقد أسقط من عليه فتنكسر يدي , ولكي
أشتري سيارة فأنا لا أقود السيارة , لأنه فيلسوف وعالم غربي , وأشرب المسكر لا
فأنا لا أشرب الشامبنيا يعني المسكر وألبس بذلة أريد أن أتجمل لأذهب إلي السخفاء –
يقصد المستأثرين والظلمة من الحكام – وأحضر حفلتهم أنا لا أريد أن أقابلهم إذن أنا
غني .
أحسن من ذلك قول الرسول صلي الله عليه وسلم في صحيح مسلم : " أفلح من
أسلم ورزق كفافاً وقنّعه الله بما أتاه " , وقال صلي الله عليه و سلم في الترمذي
: " من أصبح آمنا في سربه معافي في بدنه عنده قوته وقوت يومه فكأنما حيزت له
الدنيا بحذافيرها " .
امرأة وكسري :
وقفة مع هذه القصة ( امرأة وكسري ) هذه قصة موجودة قرأتها في كتاب ( لا
تحزن ) , لكن أختصرها الآن:
أرادت هذه العجوز أن تسافر ومعها بعض الدجاج , هي كل شيء لها , حياتها
وميزانيتها ومالها ودخلها من هذا الدجاج , وأرادت أن تسلم علي ابنة لها في مدينة
أخري فأغلقت علي الدجاج .
يستدل بذلك علي أن الأمم كلها تعلم
أن الله في السماء وأن الفطر قائمة علي أنه في السماء حتى في فرعون يقول له موسي { قَالَ لَقَـدْ
عَلِـمْتَ مَا أَنـزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّـمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
بَصَـآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُـنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْـبُورًا } [الإسراء 102]
فانك تدري أنه إله وأنه في السماء
وأنه يستحق العبادة , حتى لما غرق اللعين قال : {قَالَ آمَنتُ أَنَّـهُ لا إِلِهَ إِلاًّ الَّـذِي
آمَنَتْ بِـهِ بَنُو إِسـرَائِيـلَ وَأَنَاْ مِنَ المُسْـلِمِـينَ } [يونس 90 ]
فالعجوز غلقت علي الدجاج وقالت : يا رب , الله الله في الدجاج فهذا احتياط
لأنه لا يوجد أقوي من الله عز وجل بالفطرة , فذهبت فأتي جنود كسري , وفتحوا باب
الدجاج فأكلوا الدجاج وكسروا الكوخ وهدموه , وبنوا مكانه بستانا , فأتت فبكت ونظرت
إلي السماء وقالت يا رب غبت أنا فأين أنت اللهم مزق ملك كسري – ذلك في وقت مبعث
الرسول صلي الله عليه وسلم – لأنها مظلومة ودموع المظلوم ترتفع ودعوة المظلوم
يرفعها الله علي الحجاب , ويقول وعزتي وجلالي لأنصـرنـك ولو بعد حين .
حتى أن الرسول صلي الله عليه وسلم أرسل له كسري ذلك رسالة قال مع ولي له
علي اليمن اذهب إلي محمد , وأتي به قل له سلم تسلم يظن الأمر سهل , لا......فهو
نازل من السماء , أرسله الله رب العالمين .
فقال الرسول صلي الله عليه وسلم قولوا لربكم – يعني كسري – أن ربي البارحة
عاد علي ربكم فقتله , فبحثوا فإذا ابنه مزقه بالسكين علي الفراش لأنه مزق كتاب
رسول الله صلي الله عليه وسلم.
أي هدموا الكوخ ومزق كتاب رسول الله صلي الله عليه وسلم قال رسول الله صلي
الله عليه وسلم مزق الله ملكك كما مزق خطابي أو كتابي وهذا الحديث صحيح فمزق الله
ملكه وأفناه .
هذه امرأة كسري تؤمن بالفطرة تؤمن
بالله الأحد لأن الله سبحانه وتعالي ذكر الفطرة فقال { فِطْـرَةَ الله الَّتِـي فَطَرَ النَّـاسَ عَلَيْـهَا لَا تَـبْدِيلَ
لِخَـلْقِ الله } [ الروم 30]
أما امرأة أخري فكانت صالحة وناسكة ومات زوجها فأتت وزارة هذا الوزير
الظالم العباسي في بغداد ظلم الناس , أخذ أرضهم وحدائقهم وبساتينهم , كلما أتاه
أحد بصك إثبات مزقه .
ووسع داره فقالت دارنا التي أخذتها لنا , ووالله ما لنا من عائل بعد الله
عز وجل إلا ما في هذه الدار , فقال : هذه الدار انتهي أمرها , فقالت : والله
لأشكونك علي الله , قال متي تشكين علي الله – ملأه الاستهزاء من الجبروت – قالت :
في السحر , قال ذاك الوقت سمعنا عنه أنه عظيم ذاك الوقت لا يوجد أحسن منه – يقول
ذلك من الفجور لأن بعض الناس تستهزأ بالدين إذا فجروا – فأخذت في السحر شهرا – ذكر
ذلك صاحب دعوة المظلوم – وهو عبد الرحمن يوسف الفرحان و ذكرها التنوخي – فأخذت
تدعوا شهرا كاملا .
وفي النهاية أغضب الله الخليفة
العباسي علي الوزير فأخذه وقطع يده يوم الجمعة , هذه هي الجائزة هذه هي الفاتورة ,
وعلقها علي الباب , وأتي بالسياط , يضرب قبل أن يعدم بألف سوط , يضرب بالعصا ,
فمرت العجوز وقالت السالم عليك جزاك الله خيرا أنت دليتنا علي الثلث الأخير من
السحر والله وجدناه من أحسن ما يكون قال فبكي وقال تشمتين بي وأنا في هذا الوضع
وبعد قليل سلموا رأسه بالسيف .
قالت هي :
إذا جارا الوزير
وكاتباه وقاض الأرض أجحف في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل
لقاضي الأرض من قاضي السماء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق