الوحش يوقر الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم المتعلقة بالحيوان توقير
الوحش له فقد كان فى بيت النبي صلى اله عليه وسلم وحش يحترمه ويوقره ويجله .
قالت عائشة رضي الله عنها كان لآل رسول الله صلى الله
عليه وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه سلم لعب واشتد , وأقبل وأدبر , فإذا
أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يترمرم (1) , ما دام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فى البيت كراهية أن يؤذيه (2) .
___________________
(1)
لم يترمرم : أى سكن ولم يتحرك .
(2)
صحيح : أخرجه أحمد (6 /113, 150) , وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (9 / 3)
, وعزاه لأحمد وأبى يعلى , والبزار والطبرانى فى الأوسط , وذكره السيوطى فى
الخصائص الكبرى (2 / 63) , وعزاه للبيهقى وأبى نعيم وأحمد وأبى على البزار ....
وقال ابن كثير فى البداية (6 / 162 ) : هذا الإسناد على شرط الصحيح.
دلو الماء ينقلب نهراً يجرى .
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فى سفره فأتينا على رَكِى ذَمَّـة – يعنى قليل من الماء – قال
: فنزل فيها ستة أناس أنا سادسهم ماحـة , فأدليت لنا دلواً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " على
شفتى الركى " , فجعلنا فيها نصفها أو قرب ثلثيها , فرفعت إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم , قال البراء : فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله فى حلقي ؟ فما وجدت
فرفعت الدلو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها .فقال ما شاء الله أن
يقول : وأعيدت لنا الدلو بما فيها . قال : فلقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق
قال : ثم ساحت – يعنى جرت نهراً. (1)
___________________
(1) قال ابن كثير فى
البداية (6 / 103 , 104 ) تفرد به أحمد وإسناده جيد قوى والظاهر أنها قصة أخرى غير
يوم الحديبية .
البركة العجيبة فى اللبن .
من معجزاته صلى الله عليه وسلم تكثير اللبن وزيادته .
قال أبو هريرة رضي الله عنه : والله إن كنت لأعتمد بكبدي
على الأرض من الجوع , وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع , ولقد قعدت يوماً على
طريقهم الذي يخرجون منه , فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله – عز وجل – ما
سألته إلا ليستتبعني (1) فلم يفعل , فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
فعرف ما فى وجهي وما فى نفسي فقال :
" أبا هريرة " قلت له : لبيك يا
رسول الله , فقال : " الحق " واستأذنت فأذن لي فوجدت لبناً فى قدح , قال
: " من أين لكم هذا اللبن ؟ " فقالوا : أهداه لنا فلان أو آل فلان , قال
: " أبا هر " قلت لبيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : "
انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي " قال
: وأهل الصفة أضياف الإسلام لما يأووا إلى أهل ولا مال إذا جاءت رسول الله صلى
الله عليه وسلم هدية أصاب منها وبعث إليهم منها , وإذا جاءته الصدقة أرسل بها
إليهم ولم يصب منها , قال : وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى
بها بقية يومي وليلتي وقلت : أنا الرسول , فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم ,
وقلت : ما يبقى لي من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد .
فانطلقت فأخذت القدح فجعلت أعطيهم , فيأخذ الرجل القدح
فيشرب حتى يروى , ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم , ودفعت إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فاخذ القدح , فوضعه في يده وبقى فيه فضلة ثم رفع رأسه ونظر وتبسم إلى
وقال : " أبا هر " فقلت : لبيك يا رسول الله , قال : " بقيت أنا
وأنت " فقلت : صدقت يا رسول الله , قال : " فاقعد فاشرب " , قال
فقعدت فشربت , ثم قال لي : " اشرب " فشربت , فما زال يقول لي : "
اشرب " فأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً , قال : "
ناولني القدح " , فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة (2) .
___________________
(1)
ليستتبعني : يمشى ورائي ويعلم حالى .(2) صحيح : أخرجه البخارى فى الرقاق
رقم ( 6452 ) (11 / 281) فتح .
ثمانون رجلاً يأكلون بعض أرغفة الخبز وتكفيهم !
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال أبو طلحة لأم
سليم : لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع , فهل
عندك من شيء ؟ قالت : نعم , فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخرجت خماراً لها فقلت
الخبز ببعضه , ثم دسته تحت يدي ولاثتنى (1) ببعضه , ثم أرسلتني إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال :
فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المسجد ومعه الناس , فقمت عليهم ,
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرسلك أبو طلحة ؟ " فقلت :
نعم , قال : " بطعام ؟ " قلت : نعم , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لمن معه : " قوموا " فانطلقوا وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة
فأخبرته , فقال أبو طلحة : يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس
وليس عندنا ما نطعمهم , فقلت : الله ورسوله أعلم , فأنطلق أبو طلحة حتى لقى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه , فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله فيها
ما شاء الله أن يقول , ثم قال : " ائذن لعشرة " فأكل القوم كلهم والقوم
سبعون أو ثمانون رجلاً . (2)
____________________
(1)
لاثتنى : أى لفتنى به يقال لاث
العمامة على رأسها أى عصبها . (2) صحيح : أخرجه البخارى فى المناقب رقم ( 3578) ,
وفى الصلاة مختصراً باب (43) , وفى الإيمان والنذور رقم (6688) , وأخرجه مسلم فى
الأشربة والترمذي فى المناقب (5 / 595 ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق