الأحاديث النبوية .

الأحاديث النبوية .
الأربعون النووية .

الأحد، 13 أكتوبر 2013

من كتاب " أسعد امراة فى العالم " - غاية الكرم ونهاية الجود .


غاية الكرم ونهاية الجود :
بعض النساء لا تجد مالا كثيرا, أو لا تستطيع الإنفاق , ولكني أقص عليكم قصة ذكرها أهل التاريخ واستبطن ما شئتن في هذه القصة :
قام المنصور بن عمار وهو واعظ مشهور وعالم في عهد صلاح الدين الأيوبي , صلاح الدين هذا هو الذي ولدته كرديه غفر الله لها هذه التي بيضت وجوهنا , ليست عربية ولا هاشمية ولا قرشية ولا مزنية ولا عتابية , هذه امرأة رفعت رؤوس المسلمين , تظن ماذا فعلت ؟
يقول أهل التاريخ لما ولدته حفظته كتاب الله , وكانت تأخذه في الفجر وتلبسه الملابس ثم تتركه إلي المسجد لكي يستطيع أن يتعلم العلم عند العلماء.
فخرج فصار سيفا من سيوف الإسلام , ووحد أمر الأمة الإسلامية وداس النصارى , وفتح بيت المقدس وأسس العدل وحكم العالم الإسلامي بالكتاب والسنة حتى قال أهل العلم كالطنطاوي وغيره يعتبر من العدول في تاريخ الإسلام علي الإطلاق غفر الله له .
تجده في غزوة حطين كان يقرأ عليه القرآن , وموطأ الإمام مالك وكانت دموعه تسيل , ولما أقترب من حين قال لا تبدأ المعركة حتى يقف الخطباء علي المساجد , فإذا وقفوا بدأت المعركة .
فلما بدأت المعركة نزل من علي الفرس – وهو قائد الأمة الإسلامية – ومرغ وجهه في التراب وبكي وقال اللهم انصرنا ؛ فنصره الله .
دعي إلي الجهاد في عهده المنصور بن عمار للنساء تصدقن أنفقن كما قال عليه الصلاة والسلام .
في صحيح البخاري ذكر هذه القصة يقول بلال صلينا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم صلاة العيد , ثم ذهب يعتمد علي بلال وقال اذهب بي للنساء لأنه أبو النساء ومعلم النساء صلي الله عليه وسلم ومكرم النساء ومحترم النساء صلي الله عليه وسلم فذهب يعتمد علي بلال , وقال تصدقن ولو من حليكن فأخذت المرأة تلقي قرطها وخرصها وخاتمها وحليها في كيس , ورفعه إلي الفقراء المسلمين والجهاد في سبيل الله .
فالمنصور بن عمار يقول تصدقن , فقامت امرأة بعد ما أنتهي من الموعظة فسلمت له قطعة قماش أو كيس من قماش , وقالت يا منصور والله ما لي من مال ولا ذهب ولا فضة لكني قطعت من رأسي ضفيرتين جزيلتين أجعلهما لصلاح الدين يربط بـهما فرسه أو يكونا مع لجام الفرس علها تشهد لي يوم القيامة ؛ فبكي عمار .
ثم أتي الناس فتلي هذه القصة ؛ فبكي جميع الناس رجالا ونساء ؛ فأخذوا يلقون إليه بالأموال فكانت سببا لذلك , فلما سلم الجدائل لصلاح الدين , قال هذه امرأة من الرعية تقول ليس لها من الدراهم ولا الدنانير ولا ذهب ولا فضة تـقول خذها فجعلها مع اللجام فبكي صلاح الدين ودعا لها كل الجيش .
فبإمكان المرأة أن تفعل خيرا , كوب من الماء تدخل بها الجنة حفنة من تمر في رمضان للصائم , أو كسرة خبز أو حتى ثمرة أو كلمة طيبة أو كف أذي صدقة جارية , هذه امرأة جادت بما تجد فسجلت في سجل التاريخ وذكرها أهل العلم .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق