دعا له فطال عمره وهو شاب .
ثبت أنه صلي الله عليه وسلم دعا للسائب بن يزيد ومسح على
رأسه , فطال عمره حتى بلغ أربعاً وتسعين سنة , وهو تام القامة معتدل , لم يشب منه
موضع أصابت يد رسول الله صلي الله عليه وسلم ومتع بحواسه وقواه (1) .
الناقة القاعدة تتحرك وتسبق .
هذا صحابى أعجزته ناقته أن تتحرك فمسها صلي الله عليه
وسلم برجله فتحركت وسبقت .
يقول أبو هريرة رضي الله عنه جاء رجل إلى النبي فقال : إني
تزوجت امرأة , فقال : " هلا نظرت إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً ؟ "
قال :نظرت إليها , قال : " على كم تزوجتها ؟ " فذكر شيئاً , قال
:"كأنهم ينحتون الذهب والفضة من عرض هذه الجبال , ما عندنا اليوم شيء نعطيكه
, ولكن سأبعثك في وجه تصيب فيه " فبعث بعثاً إلى نبي بني عبس وبعث الرجل فيهم
, فأتاه فال : يا رسول الله أعيتني ناقتي أن تنبعث قال : فناوله رسول الله صلي
الله عليه وسلم يده كالمعتمد عليه للقيام , فأتاها فضربها برجله , قال أبو هريرة :
والذي نفسي بيده لقد رأيتها نسبق به القائد (2) .
____________
(1) صحيح : أخرجه البخارى كتاب المناقب (6 / 560 , 561 ) (فتح البارى ).
سعد مجاب الدعوة بسبب دعاء الرسول صلي الله عليه وسلم .
عن سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه
سلم قال : " اللهم استجب لسعد إذا دعاك " فكان لا يدعو إلا استجيب
(1)
ومن هذا ما رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : شكا
أهل الكوفة سعداً – يعنى ابن أبى وقاص – رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه فعزله واستعمل عليهم عماراُ , فشكوا (2) حتى ذكروا أنه لا يحسن
يصلى ,فأرسل إليه فقال : يا أبا إسحاق ,إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلى ! فقال :
أما والله فإنى كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلي الله عليه وسلم لا أخرم عنها أصلي
صلاة العشاء فأركد في الأوليين , وأخف في الآخرين ,قال :ذاك الظن بك يا أبا إسحاق
وأرسل معه رجلاً أو رجالاً إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة , فلم يدع مسجداً إلا
سأل عنه ويثنون معروفاً , حتى دخل مسجداً لبنى عبس فقام رجل منهم , يقال له أسامة
بن قتادة يكنى أبا سعدة , فقال : أما إذا
نشدتنا فإن سعداً كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية , ولا يعدل في القضية قال
سعد :أما والله لأدعون بثلاث : اللهم إن كان عبدك كاذباً , قام رياء وسمعة , فأطل
عمره , وأطل فقره , وعرضه للفتن .
وكان بعد ذلك إذا سئل يقول : شيخ كبير مفتون , أصابتني دعوة
سعد . قال عبد الملك بن عمير الراوى عن جابر بن سمرة فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه
على عينيه من الكبر , وإنه ليتعرضن للجوارى في الطرق فيغمزهن (3) .
_______________
(1) أخرجه الترمذى ,
والحاكم وصححه .
دعاؤه صلي الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف .
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال لعبد الرحمن بن عوف : " بارك الله لك "(1) قال عبد
الرحمن :فلقد رأيتني لو رفعت حجراً لرجوت أن أصيب تحته ذهباً أو فضة (2)
.
وفتح الله له أبواب الرزق , ومن عليه ببركات من السماء
والأرض , وكان حين قدم المدينة فقيراً لا يملك شيئاً , فآخى رسول الله صلي الله
عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصارى رضي الله عنه فقال سعد لعبد الرحمن إن
لي زوجتين فاختر أجملهما ألقها ثم تعتد ثم تزوجها , وإن لي من المال كذا وكذا فخذ
منه ما شئت .
فقال عبد الرحمن : لا حاجة لي في ذلك , بارك الله لك في
زوجتك ومالك , ثم قال : دلوني علي السوق (3) . فصار يتعاطى التجارة ,
وفي أرب زمن رزقه الله مالاً كثيراً ببركة دعائه صلي الله عليه وسلم حتى أنه لما
توفى بالمدينة سنة إحدى وثلاثين أو اثنتين وثلاثين حفر الذهب من تركته بالفئوس ,
حتى جرحت الأيدي من كثرة العمل , وأخذت كل زوجة من زوجاته الأربع ربع الثمن ثمانين
ألفاً .
وقيل : إن نصيب كل واحدة كان مائة ألف , وقيل : بل صلحت
إحداهن علي نيف وثمانين ألف دينار , وأوصى بألف فرس وخمسين ألف دينار في سبيل الله
, وأوصى بحديقة لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن بيعت بأربعمائة ألف , وأوصى لمن بقي
من أهل بدر لكل رجل بأربعمائة دينار , وكانوا مائة , فأخذوها وأخذ عثمان فيمن أخذ
, وهذا كله غير صدقاته الفاشية في حياته , وعطاءاته الكثيرة , وصلاته الوفيرة فقد
أعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً , وتصدق مرة بعير : وهي الجمال التي تحمل من كل شيء
فتصدق بها وبما عليها من طعام وغيره بأخلاسها وأقتابها .
وجاء مرة أنه تصدق بشطر ماله , وكان الشطر أربعة آلاف ثم
تصدق بأربعين ألفاً , ثم تصدق بأربعين ألف دينار , ثم تصدق بخمسمائة فرس في سبيل
الله ثم بخمسمائة راحلة .
______________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق