لم يدفن فى الأرض .
عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان يكتب للنبي صلي الله
عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران عز
ينا – يعني عظم- , فكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يملى عليه غفوراً رحيماً ,
فيكتب عليماً حكيماً , فيقول له النبي صلي الله عليه وسلم : " أكتب كذا وكذا
" فيقول :أكتب كيف شئت , ويملي عليه : عليماً حكيماً , فيكتب : سميعاً بصيراً
, فيقول له النبي صلي الله عليه وسلم : " اكتب كذا وكذا " فيقول : أكتب
كيف شئت .
قال : فارتد ذلك الرجل عن الإسلام فلحق بالمشركين وقال :
أنا أعلمكم بمحمد , وإنى كنت لا أكتب إلا ما شئت فمات ذلك الرجل فقال النبي صلي
الله عليه وسلم : " إن الأرض لا تقبله " .
قال أنس : حدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها
ذلك الرجل فوجده منبوذاً , فقال أبو طلحة : ما شأن هذا الرجل ؟ قالوا : قد دفناه
مرارا ًفلم تقبله الأرض (1) .
________________
(1) صحيح : أخرجه
أحمد ( 3 / 120 -121 ), ورواه البخارى في كتاب المناقب بابا علامات النبوة رقم
(3617) بلفظ آخر وقال ابن كثير عن رواية أحمد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجوه
انظر البداية والنهاية (6 / 190) .
رد عين قتادة رضي الله عنه .
أصيبت عين قتادة بن النعمان رضي الله عنه يوم أحد حتى
وقعت على وجنته , فردها رسول الله صلي الله عليه وسلم فكانت أحسن عينيه (1)
.
عرق النبي صلي الله عليه وسلم طيب
.
عن أنس رضي الله عنه قال : دخل علينا رسول الله صلي الله
عليه سلم فقال عندنا (2) , فعرق وجاءت أمي بقارورة (3)
فجعلت تسلت (4) العرق فيها , فاستيقظ رسول الله صلي الله عليه وسلم فلا
: " يا أم سليم , ما هذا الذي تصنعين ؟ " قالت : هذا عرقك نجعله ليبنا ,
وهو أطيب الطيب (5) .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان في رسول
الله صلي الله عليه وسلم خصال لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيب
عرقه وعرفه (6) , ولم يكن يمر بحجر إلا سجد له .
________________
(1) أسد الغابة لابن
الأثير رقم (4271) , وطبقات ابن سعد (2 / 26) , والاستيعاب لابن عبد البر رقم
(2107) (3 / 1274).
(2) فقال عندنا : نام .(3) قارورة : زجاجة . (4) تسلت : تجمع . (5) رواه
مسلم في كتاب الفضائل وأحمد (3/ 177). (6) عرفه : رائحته .
الجمل يبكي ويشكو للنبي صلي الله عليه وسلم .
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عته قال : أردفنى رسول
الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم خلفه فأسر إلى حديثاً لا أخبر به أحداً أبداً ,
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل ,
فدخل يوماً حائطاً (1) من حيطان الأنصار فإذا بجمل قد أتاه فجر جر
وذرفت عيناه ....فلما رأى رسول الله صلي الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه , فمسح
رسول الله صلي الله عليه وسلم سراته وذفراه , فسكن فقال : " من صاحب الجمل؟
" فجاء فتى من الأنصار قال : هو لي يا رسول الله فقال : " أما تتقي الله
فى هذه البهيمة التي ملكها الله لك إنه شكا إلي أنك تحبيعه وتدئبه (2)
" (3).
وفي هذه المعجزة دلالة هامة على أهمية الرحمة بالحيوان ,
ومراعاة حالة من القوة والضعف والراحة والتعب .
___________________
(1) حائطاً : بستاناً .(2) تدئبه : أى
لا تريحه .
(2) صحيح : رواه مسلم في الحيض (1 / 268) ,وأبو داود في
الجهاد رقم (2549) , وابن ماجة رقم (340) (1 / 122) , والإمام أحمد (1 / 204 ).
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : عادني رسول
الله صلي الله عليه وسلم , وأبو بكر رضي الله عنه في بنى سلمة , فوجدني لا أعقل ,
فدعا بماء فتوضأ , فرش منه على , فأفقت . فقلت : كيف أصنع في مالي يا رسول الله
فنزلت : {يـُوصـِيكُمُ اللَّهُ
فِي أَوْلادِكُمْ لِلـذَّكَـرِ مِـثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْـنِ(1)} (2) .
___________________
(1) سورة النساء الآية (11). (2) أخرجه البخارى ومسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق