قال صلي الله عليه وسلم : " من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل
هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ".
قال الله تعلي : { وَأَنِ
اسْتَـغْفِـرُوا رَبَّـكُـمْ ثُـمَّ تُـوبُـواْ إِلَـيْـهِ يُمَتِّـعْكُـم
مَّتَاعًا حَسَنًا } [هود 3]
قالوا صلاح البال وذهاب الهموم والغموم والأحزان وقوة الجسم أيضا , ويزيدكم
قوة إلي قوتكم , فمسكينة امرأة لا تستغفر , ومسكينة امرأة لا تخشع في صلاتها ,
ومسكينة امرأة لا تتصل بربها عسي الله أن يعيد قلوبنا إليه جل في علاه , الاستغفار
هو الطريق الأعظم لرضا الواحد الأحد .
كان عندنا أمانان :- ألا نعذب ,
ولا ينزل علينا صاعقة ولا يخسف بنا .
أما الأمان الأول فارتفع وهو
الرسول محمد صلي الله عليه وسلم , وبقي معنا الاستغفار{ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُـعَذِّبَهُـمْ وَأَنتَ فِيهِمْ
وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُـمْ يَسْتَـغْفِـرُونَ } [الأنفال 33 ]
وكما ذكر بعض العلماء أن هناك نساء
يستغفرن في كل مكان , في المجلس في المطبخ , في المدرسة , في طريقها , في قيامها
في قعودها , علي جنبها .
علم رسول الله صلي الله عليه وسلم عليّ وفاطمة – أحسن زوجين في العالم عليّ
وفاطمة – وقد قررت عليكم في بعض المناسبات , وأرجو أن لا يحدث مقارنة أبدا بين أي
امرأة في العالم وبين بنت محمد صلي الله عليه وسلم فهي فاطمة بنت محمد عليه الصلاة
والسلام وكفي , عند هذا ينتهي الشرف , وعند هذا يصل الطهر إلي منتهاه , والمجد إلي
غايته , فهي بنت من ؟
وهي أم من ؟ وهي زوج
من ؟ فمن ذا يساوي في الأنام علاها
أما أبوها فهو أشرف
مرسلاً جبريل بالتوحيــــــــد قد
رباها
وعليّ زوج لا
تســـــأل عنه سوي سـيف غدا بيمينه
سواها
فقد أتت رسول الله صلي الله عليه وسلم قالت أريد خادمة أي شغالة تخدمها ؛
لان الرسول صلي الله عليه وسلم كان يقسم السبيل , فما أعطاها صلي الله عليه وسلم
وقد أعطي الناس وتركها ,وبعدما أظلم الليل , ودنا النوم أتاهم رسول الله صلي الله
عليه وسلم يزورهم فوجدهم نائمين – عليّ وفاطمة – فقال : ألا أدلكما بشيء خير لكما
من خادم ؟ قالوا : بلي يا رسول الله , قال صلي الله عليه وسلم : " سبحا الله
ثلاث وثلاثين , واحمداه ثلاث وثلاثين , وكبِّروا أربع وثلاثين عند النوم فهما لكم
خيراً من خادم " هذا ذكر النوم .
قال عليّ ما تركته أبداً قال أهل العراق حتى يوم صفين وأنت تقاتل فقال حتى
يوم صفين ذكرته في السحر , فهذه هي الوصية هذا هو الزاد الذي يبقي , هذا هو الخير.
أما الأمر الثالث :- العمى عمي القلب :
فالحقيقة أني أردت وقفة طريفة أثناء المحاضرة لأني كنت فظا جدا وصارم , وهي
أن أحد الكتاب الفارسيين قد ترجم قصة يقول :
أنه أحيانا قد تكون الخيرة فيما
أختاره الله , وأحيانا يكون أحسن أن سكون الإنسان أعمي كي لا يري الظلم في العالم
, والاستبداد ولا يري القهر ولا يري الفجور , وأحيانا يكون الإنسان فقير , أو
امرأة فقيرة لكي لا تطغي ولا تعرض عن منهج الله { كَـلَّا إِنَّ الْإِنـسَـانَ لَيَطْغَـى } [العلق 6]
ولا يعني ذلك أن ننِّزل من قدر الغنيات المتقيات المحسنات المنفقات اللواتي
يملئن المساجد جزاهن الله خيرا.
دخلنا في بلده في حضر موت قبل عشرة أشهر في ضحية من هناك عند فقراء ومساكين
في جنوب اليمن , فوجدنا مستشفي هناك قالوا بنته امرأة من السعودية , وجلسنا وألقيت
كلمة مع بعض الأخوة كان معي عشرون من الدعاة , وقلنا ما اسمها قالوا رفضت أن تذكر
اسمها , أرسلت بالمال وبُني , فقلت الله يعرفها سبحانه وتعالى , فما دام اسمها عند
الله الواحد الأحد في سجل الخلود فهي عنده سبحانه وتعالى .
فجزى الله من بنت مدرسة , أو جامع أو من تصدقت بصدقة أو أطعمت فقير أو أعطت
مسكينا .
وتعرفون – كما في صحيح البخاري – المرأة المعرضة الفاجرة أسقت كلبا فغفر
الله لها ذنبها وأدخلها الجنة .
هذه قصة مترجمة يقول كان رجل كفيف معه امرأة ومعه ابن فكان سعيد معهم وكان
له بيت صغير في مدينة ما , فكان يذهب للحديقة الصغيرة ويعود يقودونه إلي بيته ,
فأتاهم طبيب بأذن الواحد الأحد عالج العيون , فقال هل تريد أن أعالجك ويرجع بصرك ,
قال : نعم , فأتي بعقاقيره وعلاجه , وأخذ يعالجه فأبصر بأذن الله , فخرج من
الحديقة يريد أن يبشر زوجته في داخل المنزل من الفرح فقد أبصر , فسعي وأتي إلي
زوجته فإذا هي تخونه , وأتي إلي ابنه فإذا هو يسرق من خزانته , قال فأخذ مشخصا
فأعمي عينه هكذا قال.......
والشاهد من هذا يقول أنك لا تظن أنه من السعادة أن تبصر , وأن تكون لك مجرد
زوجة وتكون في بيت .
السعادة تكون مركبة من : القناعة والوفاء والتقوى , فهذه من أصول السعادة
عند أهل الإيمان.