القرآن الكريم والتفسير الميسر
لفضيلة الإمام الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر رحمه الله.
{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } النسخ : الرفع والإزالة وننسها من النسيان ....والمعنى : ما ننسخ من آية قرآنية فنرفع حكمها او نمحها من القلوب ، نأت بدلها بما هو أنفع وأسهل أو بما هو مثلها فى المنفعة وفى الثواب .
وقد نزلت الآية عندما قال أعداء الإسلام : إن محمداً صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمر بخلافه ، ويقول اليوم قولاً ويرجع عنه غداً فأنزل الله –تعالى – هذه الآية لبيان أن نسخ الأحكام إنما هو رعاية لمصالح العباد .{ وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ } أى : ومن يترك الإيمان ويدخل فى الكفر فقد ضل وخسر .
{ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } أى : فأصبروا – أيها المؤمنون – على أذى أعدائكم ختى يأذن الله لكم بمعاقبتهم .{ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ } أى : تلك هى مزاعمهم الباطلة , وتمنياتهم الفاسدة .{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ } أى: قل لهم – أيها الرسول الكريم – هاتا الحجة والدليل على صدقكم.