القرآن الكريم والتفسير الميسر
لفضيلة الإمام الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر رحمه الله.
{ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ } أى : بئس الشئ الذي باع به اليهود أنفسهم : كفرهم بما انزل الله بغياً وحسداً .{ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ } أى : فرجعوا بغضب فوقه غضب آخر .
{ وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ } أى : ويكفرون بالقرآن الذي جاء بعد التوراة , مع أن القرآن مصدق للتوراة التى أنزلها الله – تعالى – على موسى عليه السلام .{ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ } أى : ثم اتخذتم العجل معبوداً فى غياب نبيكم موسى عليه السلام عندما فارقكم لتلقى التوراة من ربه .
{ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } أى : أن اليهود امتزج بقلوبهم حب عبادة العجل بسبب إصرارهم علىا لكفر والجحود .{ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ } أى : خاصة بكم ولا يشارككم غيركم فيها .{ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ } أى : ولتجدن أيها العاقل هؤلاء اليهود أحرص الناس على حياة مهما كانت هذه الحياة ولوكانت حياة ذل وهوان .