القرآن الكريم والتفسير الميسر
لفضيلة الإمام الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر رحمه الله.
{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ} أى : أو مثل هؤلاء المنافقين كمثل قوم نزلت عليهم الأمطار من جهة السماء وهذه الأمطار فيها الرعد والبرق الذي يخطف الأبصار.{وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا} أى : وقفوا وثبتوا مكانهم متحيرين .
{الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً} أى : جعل لكم الأرض ممهدة كالبساط للأرض.{وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} أى : وجعل لكم السماء كالسقف للأرض.{فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً} أى : فلا تجعلوا لله تعالى شركاء فى العبادة .{فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} } أى : من مثل القرآن فى البلاغة والفصاحة والهداية .{وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ} أى : وادعوا من شئتم لكى يساعدكم فى الأتيان بالسورة .{وَلَنْ تَفْعَلُوا} نهاية التحدى . أى : ولن تستطيعوا ان تاتوا بسورة من مثل القرآن الكريم .
{قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ} أى : قالوا هذا الطعام او الشراب فى الجودة والحسن يشبه ما رزقه الله لنا فى الدنيا .{وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً} أى : يشبه بعضه بعضاً فى الصورة والرائحة ويختلف فى اللذة والطعم...{وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} أى : ولهم فى الجنة أزواج مطهرات غاية التطهر من كل ما لا يليق .
{إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي} أى : أن الله لا يمتنع عن أن يضرب الأمثال بالبعوضة أو مت هو أكبر أو أصغر منها وليس الحياء بمانعه – عزوجل – من ذلك ما دامت هذه الأمثال فيها الأدلة على وحدانيته وقدرته – سبحانه - وقد نزلت هذه الأية للرد على المشركين الذين أنكروا أن يكون القرآن من عند الله .{وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ} أى : وكنتم لا وجود لكم فأوجدكم الله – تعالى – بقدرته .{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} لأى : علا وأرتفع وملك من غير تحديد ولا تكييف ولا تشيبه. قال الأمام مالك رحمه الله : الأستواء غير مجهول والكيف غير معقول , والإيمان به واجب , والسؤال عنه بدعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق