القرآن الكريم والتفسير الميسر
لفضيلة الإمام الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ
الأزهر رحمه الله.
{ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ
الرِّبَا } أى : يتعاملون به
أخذًا وعطاء .{ يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ
مِنَ الْمَسِّ } أى : أن المتعاملين بالربا حالهم كحال الإنسان يضربه الشيطان
ضربًا شديدًا علي غير نظام حتى يصاب هذا
الإنسان المضروب بالجنون والخبل .
{ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } أى : يزيل الله تعالي - الربا
ويذهبه ، وينمى ثواب الصدقات ويضاعفها ...{ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا } أى : اتركوا ما بقى من الربا ...
{ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
} أى : فإن لم تتركوا
التعامل بالربا فاعلموا أنكم أعداء لله تعالى – ولرسوله صلي الله عليه وسلم .{ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ } أى : فلكم أصول أموالكم دون زيادة أو نقصان .
{ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ } أى : عليكم أن ترحموا
المعسرين العاجزين عن دفع ما عليهم من ديون ، وأن تنتظروا عليهم إلى أن ييسر الله
لهم المال .{ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ
شَيْئًا} أى : ولا ينقص من الحق شيئًا حين الإملاء أو الكتابة.{ فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا } أى ك ناقص العقل ، أو
شيخًا تقدمت به السنّ.
{ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى } أى : اجعلوا في الشهادة
مع الرجل امرأتين ، فإذا نسيت إحداهما الشئ المطلوب تذكره ، قامت الأخرى بتذكيرها
.{ وَلَا تَسْأَمُوا } أى : ولا تضجروا وتملوا
.{ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ } أى : أعدل في شرعه .{ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ } أى : و أعون على إقامة
الشهادة على وجهها الصحيح .{ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا } أى : وأقرب إلى عدم الشك
.
{ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ } أى : تتبادلونها فيما
بينكم يدًا بيد دون حاجة إلي كتابة .{ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ } أى : لا تلحقوا الضرر أو المشقة بالكاتب أو الشاهد .{ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ} أى : وإن تفعلوا ما نهيناكم
عنه ، فإنكم بذلك تكونون قد خرجتم عن طاعة الله تعالى .