القرآن الكريم والتفسير الميسر
لفضيلة الإمام الأستاذ الدكتور محمد
سيد طنطاوي شيخ الأزهر رحمه الله.
{ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ } و هو موسى عليه السلام .{ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ
دَرَجَاتٍ } و هو محمد صلى اله عليه
وسلم .{ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ } أي: المعجزات الواضحات .{وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ
الْقُدُسِ } أي : بجبريل عليه السلام .
{ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ
} أي: ولا صدقة .{ الْقَيُّومُ } اى : الدائم القيام
بشئون خلقه .
{ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ } والسنة الفتور الذي يسبق النوم . والمعنى : لا يغفل عن تدبير أمور خلقه أبدا ،
وإنما هو سبحانه بصير عليم بكل شئ.{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ } أي: وسع علمه وسلطانه
كرسيه العظيم الذي تؤمن به ونفوض كيفيته
وحقيقته إلي الله سبحانه وتعالى وسع السموات والأرض.{ وَلَا يَئُودُهُ
حِفْظُهُمَا } أي : ولا يثقله ويشق عليه حفظ السموات والأرض.
{ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } أي : لا إكراه علي الدخول في الدين ، لان العقائد لا
فائدة من الإجبار عليها .{ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } أي: تميز الحق من الباطل .
{ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ } وهو كل معبود سوى الله .{ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } أي : فقد استقام أمره علي الحق .{ لَا انْفِصَامَ لَهَا } أي : لا انقطاع لها .